حوار الذكريات...[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تبقى الذكريات .. ما بقى الانسان فهو يتواصل معها .. حيناً
.. وحباً .. وتذكراً .. وكلما همست الذكريات على قلوبنا عدنا إلى الأمس
القريب .. أو الأمس البعيد واستسلمنا لشريط الذكريات الذي لا ينتهي حتى
يملأ علينا كل الأرجاء بعطر فواح يتسلل إلى أدق الشرايين وتتوحد مع هتاف
القلب .. ونبضه .. ومحبته
وكلما داهمتنا الأيام . وسلبتنا اتكاءة الراحة .. والشعور
بالسعادة والرضا.. وهبت علينا رياح المعاناة .. هربنا إلى الذكريات فهي
ليست صدى السنين الحاكي وحسب بل هي أغلى ما يملكه الانسان .. فالعمر يذهب
ولا تذهب الذكريات..
واليوم تجئ معنا - الذكريات في هذا الحوار لتحكي لنا شؤونها .. وهمومها:
سألناها : كيف تتأصلين في القلب والعين .. كيف تصبحين الركض الدائم في أعماق الانسان ؟!
.. قالت : لأني الأغلى .. لأني الصدى لكل ماصادفه الانسان من حلو .. أو مر .. تذهب الأيام .. ويغنى العمر ..وابقى أنا رابضة في فكر ووجدان الانسان فيأتي اليّ لحظة أن يخلو إلى نفسه .. ويلقى برأسه على صدر الأحلام والتأمل.
قلت : لكنكِ الرائعة حيناً والمُبهجة .. ثم تكونين المؤلمة حينا آخر سؤالنا: كيف؟!
قالت : أنا لا أجيء بشيء من عندي .. الانسان نفسه يهرع الى نفسه فيكون ما يكون .. وأكون أنا ما كان .. أنا المرأة التي يطالع فيها الانسان نفسه فيهمى على صدرها حتى تبدو قادرة على الاحتواء!!
قلت : لكن أحيانا يلفكِ النسيان ويطويكِ فلا تستطيعين التثبت في الأذهان .. كيف ؟!
قالت : عندما يقدم الانسان نفسه عن طواعية ليكون ذلك
الانسان الذي يحب.. ويحلم .. ويتأمل .. ويعطي فليس هناك ما يمنع التثبت ..
لكن الذين يفقدون ذكرياتهم أصلاً لم تكن حياتهم لترقى الى مستوى الذكريات
العظيمة التي لا تنسى !!
قلت : لكنكِ موجعة حين تشعلين فتيل الذكريات الجميلة؟
قالت : نعم الانسان بطبعه ميال الى كل شيء جميل .. وعندما يفقد اشياءه الجميلة يشعر بالحرقة والأسى ويتحول الى جراحات موغلة في الأسى .
قلت : وحين تنتشين .. حين تصبحين الشاهدة على هذا الحب
الناجح والكبير .. تتحولين الى ساعد أثم ويجرع اليكِ الانسان حواراً حتى
تبعثين بهية .. حسناء ؟!
قالت أنا الصدى .. ولهذا فمن المستحيل الا أكون كما الواقع الذي يفرض علينا لغة واحدة .. واحدة أبداً..
قلت : لكن متى تستعطين من الذاكرة؟!
قالت : عندما أهون على الانسان نفسه .. عندا يشعر بأني عبء عليه فيهملني ولا يلتفت اليّ أبداً..
قلت : وأي الفصول عندكِ أحلى ؟!
قالت : أن أبقى جميلة .. حلوة.. غالية .. على نفس الانسان..فلا أتبعثر مع مرور الأيام .. ولا أثرمد وأنا الهث خلف قيمة أكبر..
قلت : لكنكِ أحياناً لا تأتين رغم أنك صديقة هذا الحضور الدائم ؟!
قالت : ربما أغضب ..ربما لا أرضى .. لكني أخيرا لابد أن أركض جادة إلى حيث أتوحد مع الانسان فأصبح اللحظة الأحلى .. والأمتع عنده ..
قلت : وهل تشعرين انكِ تفتحين أحيانا جراحات قاصمة لايسهل وقف نزفها؟!
قالت : لكن هذا قدري .. أنا الذي أجعل الإنسان ينزف وأنا نفسي من أمنحه أحياناً كثيرة المتعة .. والامل .. الرحابة.
قلت : يقولون أن أجمل الذكريات أدماها؟!
قالت: صحيح .. فالجمال يحتاج أبداً إلى لحظة اشتعال.. أنا الذي اسوي مسألة الاشتعال هذه ..
قلت : ومتى تفرحين؟!
قالت : عندما يتواصل هتاف الأيام فتمنحنا المزيد من السعادة..
قلت : ومتى يفرح الناس بكِ؟!
قالت : عندما لا أسقط من الذاكرة شيئاً !!
قلت : إذن أنتِ معنا دائماً؟!
قالت : نعم معكم ولو طال المسار.